تومض نقاط مضيئة تبشر بمصر أخرى أفضل، وعلى خلاف واقع بائس مظلم، يحجب النور والهواء والحرية، ويهين العلم والعقل والكرامة، ويهدر العدالة، ويحرم غالبية أبنائها من أبسط مقومات الحياة.
هكذا أضاءت الدنيا أمام عيني فجأة عندما حصول الباحث الشاب محمد شعبان عبد الرحيم خليل المحامي ووكيل النيابة سابقا الأربعاء الماضي على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في القانون من كلية حقوق جامعة أسيوط عن رسالته: "السياسة الجنائية في مواجهة الفساد السياسي: دراسة مقارنة".
يستحق الدكتور محمد شعبان التقدير الواجب لجهده في هذه الرسالة العلمية تتويجها لكفاحه الأكاديمي وفي الحياة بصفة عامة. وهذا بعدما جرى فصله وإبعاده عن عمله في النيابة العامة بعد فترة وجيزة من تعيينه المستحق ولتفوقه. وللأسف هذا ما لحق به جراء واحدة من تلك الوشايات الأمنية الحقيرة والاتهامات السياسية المجنونة، و في ذروة سنوات تحريض المصريين ضد المصريين، ومن أجل العصف بأمل الديمقراطية والتغيير ومحاربة الفساد الذي لاح مع ثورة يناير.
ما يبهج كل مهموم بالشأن العام وبغد أفضل أن تجرى مناقشة على هذا المستوى من العلم والجدية والموضوعية للفساد السياسي في بلادنا، هنا والآن، تعريفا، وتشخيصا، وقصورا في القوانين وتغاضيا عن إنفاذها وتطبيقها، و فسادا في الممارسات، مع بسط مقترحات جادة لمكافحته. وأيضا أن يجلس بين الصف الأول لحضور المناقشة القاضي الجليل المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المقال، بعدما نبه إلى فساد الكبار، والمعتدي عليه بالبلطجة أمام منزله، ثم السجين السياسي لمدة خمس سنوات.
مصر ولادة مهما زاد الظلم والظلام، وأنظروا حولكم في كل مكان لتبصروا أكثر من محمد شعبان واحد.
عجايب!
------------------------
بقلم: كارم يحيى